أثبتت الأحداث أن “لو” ليست من عمل الشيطان، بل عدم الأخذ بها فتحت عمل الشيطان و قادت البلد إلى رجس الخراب هذا، ودعونا نفكر بصوت هادئ.
من كان له مصلحة في اندلاع الحرب و من المستفيد فيها، و هل كانت الحرب لابد منها أو بتعبير أخر ألم تكن هناك وسائل أخرى غير الحرب..؟
و من وجهة نظري كان يمكن تجنب الحرب، لو أصر الطرف الأخر على الاحتكام لروح ثورة فبراير، و العودة إلى الزخم الشعبي عبرها يقرر و يقوض الطرف الأخر عبر الوسائل السلمية، لكن قرار الحرب لم يكن يمنياً خالصاً، بل اقليمياً.
هذه الدول الاقليمية التي أرعبها الربيع العربي، سعت بكل ما أوتيت من أمكانيات على تقويضه خوفاً من انعكاسه عليها، ليست مستعدة ولن تقبل أي تغيير شعبي سلمي، لأن شرعية وجودها كأنظمة تقرره القوة والغلبة، وتستمد وجودها عبر إكراه شعوبها على ذلك، دول لا أدوات عصرية تستمد من وراءها شرعيتها، ولا تعول على الجماهير، بقدر تعويلها على وسائل أخرى، منها القوة والمال النفطي، وشيدت مجتمعات استهلاكية واقتصاد ريع نفطي، غير أبهةً بالمستقبل، ولذلك فإنها لن تقبل بشرعية التغيير عبر وسائل تهدد وجودها ، وهي الجماهير ونضالها السلمي.
و عليه لم يكن لديها من بد إلاٌ الحرب واستعراض العضلات، وهي بذلك خدمت مشاريع القوة ومن يرتكن عليها، و كل أرث النضال المدني في هذا البلد أجهضت لخمسين عام قادمة..!
الآن بقدر القوة و التواجد على الأرض سيتحاصصون، و بالبلدي من ليس لديه قوة يسرح يبلس .. نقطة بداية السطر.